أمراض وآفات التوت: كيفية علاجها
محتوى
شجيرات التوت - الوصف
ينتمي توت العليق الشائع إلى جنس العليق، وهو جزء من الفصيلة الوردية. وهو عشب شجيري أو شبه شجيري. يتميز النبات بجذمور خشبي ملتوي يُنتج جذورًا عرضية عديدة. تُعطي هذه الجذور نظام الجذر بنية متفرعة وقوية، مما يسمح للبراعم بالنمو حتى ارتفاع يتراوح بين متر ونصف ومترين.
في السنة الأولى، تكون أغصان التوت عشبية، خضراء مزرقة، وعصارية. تُغطى بأشواك صغيرة رقيقة كثيفة. في العام التالي، تصبح خشبية ويتحول لونها إلى البني. بعد انتهاء فترة الإثمار، تموت البراعم الخشبية. وتتشكل مكانها سيقان خضراء في العام التالي.
تتكون أوراقٌ معنقةٌ متبادلة على البراعم. وهي مُركّبةٌ وتتكوّن من ٣-٧ وريقاتٍ بيضاوية، سطحها العلوي أخضر داكن. أما سطحها السفلي فيبقى أبيض اللون. يعود هذا اللون إلى الشعيرات الدقيقة.
أثناء الإزهار، تتكون أزهار بيضاء صغيرة عنقودية الشكل على السيقان. لا يتجاوز قطرها سنتيمترًا واحدًا. تقع الأزهار في قمم السيقان أو في محاور الأوراق.
لا يبدأ الإثمار إلا في السنة الثانية من الزراعة. خلال السنة الأولى، تتكون براعم الزهور على البراعم، ومن هذه البراعم تبدأ البراعم المثمرة بالنمو في الربيع التالي. ومع ذلك، طور المربون أصنافًا دائمة الإثمار، تبدأ براعمها بالإثمار في السنة الأولى من الزراعة.
يتكون توت العليق من العديد من الدربات الصغيرة المشعرة التي اندمجت معًا لتكوين ثمرة معقدة. يختلف لون الثمرة باختلاف النوع: أصفر، أحمر، أحمر داكن، وحتى أسود. ويُزرع توت العليق الأحمر بشكل شائع.
يُستخدم توت العليق غالبًا كعلاج شعبي لمختلف أمراض الجهاز التنفسي. يُعدّ هذا التوت مفيدًا بفضل غناه بالعناصر الدقيقة والفيتامينات المتنوعة. ومع ذلك، فإن أمراض وآفات التوت شائعة. الطريقة الوحيدة لحماية شجيرات التوت من الأمراض وهجمات الحشرات هي الالتزام بجميع الممارسات الزراعية، بما في ذلك التدابير الوقائية. عندها فقط، ستحصل على محصول وفير ولذيذ.
فيديو: "شجيرة التوت: الزراعة والعناية"
سيوضح لك هذا الفيديو كيفية زراعة هذا التوت العطري بشكل صحيح.
الأمراض وعلاجها
غالبًا ما تُسبب أمراض التوت سوء الرعاية. تتطور هذه الأمراض حتى مع وجود انحرافات طفيفة عن إرشادات الزراعة. لذلك، من المهم مراقبة نباتاتك بعناية لاكتشاف أي مشاكل مبكرًا. هذا سيجعل العلاج أسهل وأسرع بكثير.
أمراض التوت متنوعة للغاية. لنلقِ نظرة على أكثر أمراض هذا النبات شيوعًا. شجيراته لا تتمتع بمقاومة تُذكر لها.
اصفرار الجلد
إذا لاحظتَ اصفرار أوراق شجيرات توت العليق لديك، فقد يكون هذا أول أعراض مرض يُسمى اصفرار الأوراق. يُسبب هذا المرض فيروسٌ يدخل النبات عبر الشقوق والخدوش. ينتقل الفيروس عن طريق الآفات الحشرية، مثل العث والديدان الخيطية والمن. لا تُصيب هذه الحشرات الشجيرات فقط باصفرار الأوراق، بل تُصيبها أيضًا باصفرارها.
يتطور مرض الاصفرار على النحو التالي:
- أولاً تبدأ شفرة الورقة بالتحول إلى اللون الأصفر بين الأوردة؛
- ثم ينتشر الاصفرار بشكل غير متماثل على كامل الورقة؛
- بدأت الورقة بالتجعد؛
- تصبح البراعم مستطيلة ورقيقة؛
- تصبح الثمار مشوهة وصغيرة الحجم، وتجف بسرعة.
يحدث داء الاخضرار بسبب ارتفاع حموضة التربة ورطوبة التربة. يمكن الوقاية من هذا المرض بإضافة الجبس إلى التربة أثناء الحرث. من المهم أيضًا القضاء على آفات التوت الحاملة لهذا المرض. يجب اقتلاع جميع الشجيرات المصابة وحرقها.
فيروس تجعد أوراق التوت
مع هذا المرض، تبدأ أوراق التوت بالانكماش والتجعد. تصبح نصل الورقة نفسها صلبة، ويتحول لون جانبها السفلي إلى البني. كما يجف الثمار ويتشوه. يصبح طعم الثمرة حامضًا. تموت الشجيرة في غضون ثلاث سنوات تقريبًا. لا يمكن علاج هذا المرض. الطريقة الوحيدة لوقف انتشار العدوى هي إتلاف النباتات المصابة.
مرض الميكوبلازما
مرض مكنسة الساحرة مرضٌ ضارٌّ آخر، وهو عدوى بالميكوبلازما. عند الإصابة، تتكون على الشجيرات براعم صغيرة عديدة غير مثمرة، يصل ارتفاعها إلى 30-50 سم. لا يوجد علاج لهذا المرض، إذ يُعتبر غير قابل للشفاء. الحل الوحيد هو إتلاف الشجيرة المصابة.
الصدأ
أحيانًا، قد تُسبب العدوى الفطرية جفاف شجيرات التوت. الصدأ ناتج عن العدوى الفطرية. عند الإصابة، تظهر بقع داكنة على الجانب السفلي من الأوراق في شهر مايو. بعد فترة، تبدأ هذه الأوراق بالتساقط، وتتشكل تقرحات بنية اللون على السيقان.
الصدأ، كغيره من الأمراض المذكورة سابقًا، لا علاج له. لا تتطور مناعة دائمة ضده. لذلك، لا يمكن منع إصابة الشجيرات إلا باتخاذ إجراءات وقائية.
بقعة أرجوانية
من أمراض التوت الشائعة مرض الديديميلا، أو البقع الأرجوانية. يُسبب جفاف البراعم. يتطور المرض على النحو التالي:
- تظهر بقع أرجوانية فاتحة على السيقان الصغيرة؛
- تنتشر تدريجيًا. تغمق حوافها وتكتسب لونًا بنيًا محمرًا. تتشكل نقاط سوداء (بيكنيديا) في وسط البقع.
- وبعد مرور بعض الوقت يندمجون؛
- تشققات سطحها، مما يؤدي إلى هشاشة البراعم ويمنع نمو البراعم.

يُسهّل الصيف الرطب انتشار المرض. يُمكن معالجة الشجيرات بمحلول بوردو بتركيز 1%.
العفن البودري
البياض الدقيقي مرض فطري خطير آخر يصيب توت العليق. غالبًا ما يصيب الشجيرات في النصف الأول من الصيف، وخاصةً خلال الطقس الرطب. تُغطى البراعم المصابة بطبقة بيضاء فضفاضة، ما يؤدي إلى جفاف الأوراق وتشوه الثمار. في حال ظهور هذه الأعراض، يُعالج البراعم بمحلول لمكافحة العدوى الفطرية.
أنثراكنوز
توت العليق أيضًا عرضة للإصابة بمرض الأنثراكنوز. يظهر المرض على شكل بقع رمادية صغيرة ذات حواف أرجوانية على السيقان والأوراق. تتداخل هذه البقع لتشكل تقرحات. يؤدي هذا إلى تجعد شفرات الأوراق وتساقطها في النهاية. لا تنضج ثمار الشجيرة تمامًا، فتصبح داكنة ومشوهة. يجب علاج هذا المرض بنفس طريقة علاج الالتهابات الفطرية الأخرى.
كما نرى، هناك أمراض مختلفة تصيب التوت ويعتمد علاجها على المسبب المرضي.
الآفات ومكافحتها
يُعدّ توت العليق جذابًا جدًا للعديد من الآفات الحشرية التي تُصيبه. يجب مراقبة الأمراض والآفات عن كثب، لأن التأخير في العلاج قد يُعيق فرصة معالجة المشكلة بفعالية والحفاظ على جزء من المحصول. يمكن أن تُساعد التدابير التالية في حماية شجيرات توت العليق من الآفات:
- العناية الصحيحة بالنباتات؛
- الالتزام بجميع الممارسات الزراعية؛
- الفحص الدوري للبراعم للكشف عن الحشرات.
باتباع هذه الإجراءات، إن لم يكن منع الآفات، فسيمكّنك على الأقل من اكتشافها في مرحلة مبكرة من الإصابة. يمكن مكافحة الآفات باستخدام العلاجات الشعبية (مثل الخردل والحبوب وغيرها) والحلول الكيميائية الأكثر فعالية.
دعونا نلقي نظرة فاحصة على الطفيليات الأكثر شيوعا في التوت.
المن
يُهاجم هذا النبات من قِبل منّ براعم التوت، أو منّ الأوراق. تتطفل هذه الحشرة أيضًا على محاصيل التوت الأخرى في الحدائق. تستوطن حشرات المن في مستعمرات، ويمكن العثور عليها في النورات، وفي أطراف البراعم، وعلى الجانب السفلي من الأوراق. تتغذى حشرات المن على عصارة النباتات وتنقل العديد من الأمراض الفيروسية. لذلك، تُشكل خطرًا كبيرًا على الشجيرات.
لمكافحة المن، يجب رش شجيرات التوت بمادة الأكتيليك أو الكاربوفوس عند فتح براعم التوت.
سوس العنكبوت
غالبًا ما يُصاب توت العليق بسوس العنكبوت. تتواجد هذه الآفة أيضًا على الكشمش الأحمر والأسود، وعنب الثعلب، والعنب، ونباتات أخرى. يمكن العثور على سوس العنكبوت على الجانب السفلي من الأوراق، حيث يغطيها بشبكاته. تُصبح المناطق التي امتصّ فيها السوس النسغ مُتغيرة اللون ومُرقّمة، مما يُؤدي إلى جفاف الأوراق وتساقطها. يظهر السوس على شجيرات توت العليق خلال فصول الصيف الجافة والحارة. يُعدّ رشّ الشجيرات بمبيدات القراد، مثل الفوسفاميد، والسيدال، والمالاثيون، وغيرها، إجراءً فعالًا لمكافحة الآفات. كما يُعدّ الريّ المنتظم والكافي إجراءً وقائيًا.
ذباب العفص
هذه هي ذبابة عفن ساق التوت (البراعم)، أو ذبابة التوت. تضع الحشرة بيضها في شقوق البراعم. تتشكل انتفاخات في موقع تكوين العفن، ما يؤدي إلى موت السيقان بعد فترة. يظهر وجود دبور عفن التوت على الشجيرات بنفس الطريقة. لمكافحة هذه الآفات، استخدم الأمبوشوم، والمالاثيون، والأكتيليك.
خنفساء التوت
بالإضافة إلى الآفات المذكورة أعلاه، قد يُصاب توت العليق أيضًا بخنفساء التوت. يبلغ طولها 4 مم فقط، وهي مغطاة بشعر رمادي وأصفر. توجد هذه الخنفساء في البراعم والأزهار والأوراق، كما تتواجد يرقاتها في التربة. أفضل وقت لمكافحتها هو خلال فترة تكوين البراعم. يجب التخلص من الحشرات عن الشجيرة والقضاء عليها. بعد ذلك، يُعد الحفر ضروريًا، وخاصة بين الصفوف. يجب أيضًا رش النباتات المصابة بمبيدي ديسيس وكونفيدور ومحلول ملاثيون 10%.
سوسة الفراولة والتوت
سوسة الفراولة والتوت آفة شائعة تصيب التوت والفراولة. تقضي الحشرات فصل الشتاء في الأوراق المتساقطة والتربة، وفي الربيع تضع بيضها في البراعم. تبدأ اليرقات الفاقسة بأكل البرعم من الداخل. في أوائل ومنتصف الصيف، يظهر جيل جديد من هذه الآفات، يلتهم الأوراق. لمكافحة هذه السوسة، يُرش البراعم بمبيد أكتيليك أو ميتافوس أو ملاثيون قبل خمسة أيام من تفتحها.
عثة براعم التوت
تُصاب توت العليق أيضًا بفراشة ذات أجنحة بنية داكنة وبقع ذهبية. هذه هي عثة براعم التوت. أصناف التوت المبكرة أقل مقاومة لهذه الحشرة. تتغذى هذه الفراشة على القرون. لمكافحتها، يُنصح برش النباتات بمبيدات كونفيدور وديسيس ومنتجات مماثلة في أوائل الربيع.
ذبابة ساق التوت
من أخطر الآفات في هذه الحالة ذبابة ساق التوت. تمضغ يرقاتها الممرات الحلزونية داخل السيقان، مما يؤدي إلى ذبول قممها. أثناء الإزهار، تحفر اليرقات في الأرض حيث تقضي الشتاء. لمكافحة هذه الذبابة، يُقطع جميع أطراف البراعم التالفة، ويُرش الشجيرات بالملاثيون أو الأكتيليك في أوائل الربيع.
ولمنع إصابة النباتات في المستقبل، يجب إزالة جميع الأوراق المتساقطة من المنطقة.على الرغم من وجود طرق فعالة لمكافحة الحشرات، إلا أنها لا تُحقق النتائج المرجوة دائمًا، خاصةً في المراحل المتقدمة. لذلك، لحماية محصولك وشجيرات التوت، يُنصح بفحص النباتات دوريًا بحثًا عن الآفات. المعالجة في الوقت المناسب فقط هي التي ستساعدك على إنقاذ جزء من المحصول والحفاظ على توت العليق للعام المقبل.
كيفية علاج التوت – الوقاية
الوقاية من الأمراض والآفات جزءٌ مهمٌّ من رعاية توت العليق. وتتطلب كل حالةٍ وقايةً خاصة.
معالجة الربيع
بعد ذوبان الثلج، يجب تنظيف المنطقة. تتضمن هذه العملية الخطوات التالية:
- في شجيرة التوت، يجب قطع قمم السيقان المتجمدة؛
- إزالة البراعم التالفة، وكذلك تلك التي تنمو داخل الأدغال؛
- بعد ذلك، قم بجمع كل أوراق العام الماضي مع الأغصان وأحرقها؛
- بعد ذلك يجب إضافة الأسمدة النيتروجينية إلى التربة؛
- بعد ذلك، قم بربط البراعم بالتعريشة.
علاج الأمراض
في الربيع، كإجراء وقائي ضد أمراض مختلفة، يُمكن رش شجيرات التوت بخليط بوردو والنيترافين. يجب معالجة النباتات والتربة المحيطة بها. ويُنصح بتكرار هذه المعالجة في الخريف بعد الحصاد.
مكافحة الآفات
بالإضافة إلى الأمراض، يجب أيضًا علاج توت العليق ضد بعض الآفات. يُجرى هذا العلاج في الربيع بعد تفتح البراعم. يُستخدم لهذا الغرض مبيد أكتيليك أو ملاثيون. يُجرى هذا العلاج أيضًا في الخريف بعد الحصاد. في هذا الوقت، يجب تقليم الشجيرات وتجهيزها لفصل الشتاء.
معالجة الخريف
في الخريف، يجب تحضير شجيرات التوت جيدًا لفصل الشتاء. للقيام بذلك، اقطع جميع الأغصان المريضة والمكسورة والتالفة. أزل جميع الأوراق من السيقان. للقيام بذلك، ارتدِ قفازًا، وثبت الساق به، ثم اسحبه لأعلى. يجب القيام بذلك بحرص لتجنب إتلاف البراعم.
بعد ذلك، يجب حرق جميع المواد المقطوعة أو المزالة (الأوراق والفروع) لتدمير الطفيليات والكائنات الحية الدقيقة المسببة للأمراض التي قد تشتي فيها.
كما نرى، يمكن أن يُصاب توت العليق بمجموعة واسعة من الأمراض والآفات الحشرية. لتجنب العواقب السلبية، من المهم العناية به جيدًا وإجراء العلاجات الوقائية في الوقت المناسب.
فيديو: "أمراض وآفات التوت"
من خلال الفيديو سوف تتعلم كيفية مكافحة الآفات والأمراض لهذا التوت.



