زراعة وفوائد الفجل الأبيض
محتوى
أصل الفجل الأبيض
فجل الدايكون له تاريخ يمتد لأكثر من ألف عام. ويُعتبر موطنه الأصلي اليابان، حيث طوره المربون اليابانيون من خلال التهجين الطبيعي مع الفجل الصيني "لوبا"، ولذلك يُطلق على جذره الأبيض أحيانًا اسم "الفجل الصيني". واليوم، يُعد الدايكون، أو الفجل الصيني، غذاءً أساسيًا في معظم دول شرق آسيا، حيث يوجد منه أكثر من 400 نوع وهجين.
تُقسّم أصناف الفجل الحديث إلى سبعة أنواع رئيسية، حسب حجم وشكل وعمق جذوره في التربة. يختلف الفجل عن الفجل العادي بعصارته ونكهته المعتدلة، وذلك بفضل خلو لبه من زيوت الخردل.
يتم زراعة المحصول على نطاق صناعي في جميع بلدان شرق وجنوب شرق آسيا تقريبًا، وبدرجة أقل في البرازيل والولايات المتحدة. وقد حظي هذا النوع من الفجل أيضًا باهتمام كبير من مربيينا، مما أدى إلى تطوير أشكال هجينة جديدة تتكيف مع المناخ المحلي.
الخصائص المفيدة
في موطنه الأصلي شرق آسيا، يُعتبر الفجل الياباني منتجًا غذائيًا قيّمًا، وهو جزء لا يتجزأ من معظم الأطباق. يُخلل ويُملّح ويُؤكل طازجًا، ويُستخدم في السلطات والأطباق الجانبية والمقبلات الساخنة، وحتى الحساء. وتعود شعبية هذا الجذر الأبيض ليس فقط إلى نكهته الخفيفة الاستثنائية، بل أيضًا إلى غناه بالعناصر الغذائية والخصائص المفيدة.
لا توجد موانع تقريبًا لتناول الفجل، باستثناء قرحة المعدة والتهاب المعدة الحاد. يُنصح بتناول الفجل لجميع الأعمار، بمن فيهم من لا يستطيعون تناول الخضراوات الحارة (الفجل والفجل الحار) بسبب احتوائه على زيوت الخردل، كمرضى القلب أو مشاكل الجهاز الهضمي. انخفاض سعراته الحرارية (21 سعرة حرارية/100 غرام) يجعله مناسبًا لمرضى السكري، وعنصرًا أساسيًا في الأنظمة الغذائية منخفضة السعرات الحرارية.
عند النظر في الفوائد الصحية للفجل الأبيض، تكمن قيمته في غناه بفيتاميني ج و ب، بالإضافة إلى البروتين والبكتين والألياف والإنزيمات الفريدة التي تُعزز الهضم. ومثل الفجل، يحتوي الفجل الأبيض على نسبة عالية من أملاح الكالسيوم والمغنيسيوم والبوتاسيوم، التي تُساعد على التخلص من السوائل الزائدة في الجسم. كما تجدر الإشارة إلى خصائصه المطهرة والمضادة للبكتيريا، والتي تُساعد على التعافي السريع من نزلات البرد والأمراض المعدية الأخرى.
في الطب الشعبي الشرقي، يُعتبر الفجل علاجًا رئيسيًا لتعزيز المناعة، ومن المعروف أن المناعة القوية مفتاح الصحة الجيدة وطول العمر. للاستهلاك المنتظم للجذر تأثير مفيد على الكلى والكبد والأوعية الدموية، ويُحسّن الهضم ووظائف المرارة، بل ويُحيّد آثار الإشعاع. الحفاظ على صحة ممتازة مع الفجل سهل للغاية، فبفضل مدة صلاحيته الطويلة، يُمكن الاستمتاع بهذا النبات الجذري الصحي على مدار العام.
زراعة خضروات عملاقة
يلاحظ العديد من البستانيين أنهم لا يحصلون دائمًا على محصول جيد من الفجل، لأن هذه الخضرة الغريبة من شرق آسيا لا تتكيف بسهولة مع مناخنا. لا شك أن أفضل النتائج تُحقق بزراعة أصناف محلية مُهجّنة محليًا، والتي يوجد منها الآن عشرات الأنواع، لكن اختيار الصنف المناسب ليس العامل الوحيد لحصاد جيد. من المهم بنفس القدر تحديد موعد الزراعة، واختيار الموقع المناسب، وتحضير البذور والتربة، ثم ضمان العناية المناسبة بالنباتات.
الهبوط
في مناخنا، يمكن زراعة الفجل بطريقتين: من البذور والشتلات. تُناسب الشتلات الأصناف المبكرة المزروعة في الربيع، عند وجود خطر الصقيع. أما أصناف الفجل الخريفية، فيُسهل زراعتها من البذور في أرض مفتوحة في النصف الثاني من الصيف.
أكبر مشكلة تواجه مزارعي الخضراوات المنزلية هي الإزهار المبكر، قبل أن تتشكل الجذور وتنضج. يحدث هذا لأن الفجل، مثل الفجل، يحتاج إلى ظروف باردة (18-20 درجة مئوية) و10-12 ساعة من ضوء النهار لينمو. ومع ذلك، بما أن الربيع يحلّ سريعًا في المناخات المعتدلة، فإن الارتفاع الحاد في درجة الحرارة يؤثر سلبًا على نمو الجذور.
في هذه الحالة، تُمكّن الشتلات من الحصاد مبكرًا جدًا، قبل بدء حرارة الصيف، مما يُجنّب هذه المشكلة. في حال اختيار البذر، يُنصح بزراعته مبكرًا جدًا، فور ذوبان الثلج. لحصاد الخريف، يُزرع الفجل في منتصف أغسطس. في هذا الوقت، تكون درجات حرارة التربة أقل من درجات حرارة أوائل أو منتصف الصيف، لذا لا تُواجه مشاكل في نضج الجذور عادةً.
يُعتبر الفجل محصولًا سهل الزراعة. يمكن زراعته في أي تربة، ولكن تُعتبر التربة الطينية الرخوة الخصبة ذات الرقم الهيدروجيني المتعادل (pH) الأفضل. أما التربة الطينية الثقيلة فتؤدي إلى نمو الخضراوات بشكل صغير وملتوي وقليل العصارة. ونظرًا لطول جذورها، يُنصح بحفر التربة بعمق يتراوح بين 30 و40 سم.
يزدهر الفجل الياباني بالمواد العضوية، وخاصةً الدبال. يمكن تحقيق ذلك بزراعة السماد الأخضر. إذا تعذر ذلك، أضف كمية كافية من الأسمدة المعدنية والعضوية أثناء الحرث تكفي حتى نهاية موسم النمو: كبريتات البوتاسيوم (20 غ/م²)، سوبر فوسفات (40-50 غ)، رماد (كوب واحد)، ونصف دلو من السماد العضوي والدبال.
لضمان حصاد وفير، من المهم اتباع مبادئ تناوب المحاصيل وتجنب زراعة المحصول نفسه في نفس الحوض لعامين متتاليين. تُعتبر محاصيل الباذنجان والخيار والخضراوات الورقية أفضل السلالات للدايكون، بينما تُعتبر أي خضراوات من الفصيلة الصليبية غير مرغوب فيها على الإطلاق.
بغض النظر عن طريقة الزراعة (البذور أو الشتلات)، يجب وضع النباتات وفقًا للرسم التخطيطي التالي:
- 30 × 50 (30 سم بين النباتات، 50 سم بين الصفوف) للمحاصيل الجذرية المستديرة والكبيرة؛
- 20×40 للخضروات الطويلة والصغيرة.
تُزرع البذور في حفر مُجهزة مسبقًا أو أخاديد طويلة. عند الزراعة من البذور، تُوضع البذور في مجموعات من 2-3 بذور. بعد الزراعة، يُروى الحوض ويُغطى بطبقة رقيقة من نشارة الخث.
الري والتسميد
تشمل العناية الأساسية بالدايكون الري المنتظم، وتخفيف التربة، والتسميد. تُزرع معظم أصناف الديكون جزئيًا في التربة - بعمق حوالي ثلثي عمقها - وللحصول على دايكون لذيذ ومحمي من الشمس، يجب غرس النباتات عدة مرات خلال الموسم.
تنمو الجذور الطويلة عميقًا في التربة، ولضمان عدم معاناتها من نقص الرطوبة أو الأكسجين، يجب تفكيك تربة حوض الحديقة جيدًا، وإزالة الأعشاب الضارة، وسقيها بانتظام. يتطلب الفجل الأبيض رطوبة عالية، ولكنه لا يتحمل الإفراط في الري. في التربة المشبعة بالمياه، لا تنمو الجذور، وغالبًا ما تكون عرضة للتعفن البكتيري، بينما يؤدي نقص الرطوبة إلى خشونة اللب وزيادة مرارة المذاق.
يجب أن يكون الري وفيرًا ولكن ليس بكثرة - يجب أن تكون تربة حوض الحديقة رطبة قليلًا دائمًا. من المهم أن نفهم أن الخضراوات الجذرية المستديرة القريبة من السطح تتطلب ريًا أكثر تكرارًا، ولكن ليس بوفرة. من ناحية أخرى، تتطلب النباتات ذات الجذور الطويلة والعميقة ريًا أكثر كثافة، ولكن بوتيرة أقل. هذا يعني أن وتيرة الري واستهلاك الماء يعتمدان على الصنف المزروع.
تعتمد الحاجة إلى تسميد إضافي أيضًا على نوع المحصول. عادةً لا تتطلب أصناف الفجل المبكرة تسميدًا إضافيًا، إذ يكفي السماد المُضاف عند الزراعة لموسم نموها القصير (45-60 يومًا). مع ذلك، يجب تسميد النباتات المزروعة في النصف الثاني من الصيف مرتين على الأقل في الموسم.
- المرة الأولى، عندما يتم تشكيل 4-5 أوراق حقيقية (أزوفوسكا 3 ملاعق / 10 لتر من الماء)؛
- المرة الثانية - أثناء تكوين المحاصيل الجذرية (سوبر فوسفات 1 ملعقة كبيرة، ملح البوتاسيوم 2 ملعقة كبيرة / 10 لتر من الماء).
للتسميد، يمكنك استخدام سماد كيميرا المركب الجاهز أو محلول الرماد. يستجيب الفجل الأبيض جيدًا للرماد، لذا يُمكن استخدامه ليس فقط كمحلول، بل أيضًا برشّه على التربة، ممزوجًا بكمية قليلة من السماد.
الآفات
لا يُعاني الفجل من آفات تُذكر. وهي في الأساس نفس الحشرات التي تُلحق الضرر بجميع نباتات الفصيلة الصليبية، وخاصةً الفجل واللفت: خنافس البراغيث، وذباب الملفوف، والرخويات، وديدان قطع الأشجار. تُعتبر خنافس البراغيث أخطرها، إذ تتغذى هذه الحشرات الصغيرة على الأوراق الصغيرة، ويمكنها تدمير حوض كامل للحديقة فور ظهور الشتلات. أما أكثر آفات الفجل إزعاجًا فهي ذبابة الملفوف، حيث تخترق يرقاتها الجذور، مما يجعلها غير صالحة للأكل.
لمكافحة هذه الآفات، تُستخدم غالبًا علاجات شعبية، مثل الرماد والفلفل الحار المطحون، تُنشر بين الصفوف. تغطية الأحواض بمادة سميكة فور زرع البذور يُساعد على تأخير ظهور الإصابة بالآفات ومنح النباتات فرصةً للاستقرار. كما يُمكن تحقيق نتائج جيدة من خلال التدابير الوقائية، مثل تناوب المحاصيل، ومعالجة التربة والبذور بالمطهرات قبل الزراعة، والإزالة الفورية لبقايا النباتات بعد الحصاد.
فيديو: "تقنيات زراعة الفجل"
سيخبرك هذا الفيديو ما هو نوع الخضار دايكون وكيفية زراعته بشكل صحيح.








