ما هي الأمراض التي تصيب الطماطم في الدفيئة؟

لا تحب الطماطم الدفء فحسب، كغيرها من المحاصيل الجنوبية؛ بل تزدهر في نطاق درجة حرارة محدد للغاية: ٢٠-٢٥ درجة مئوية. إذا انخفضت درجة الحرارة عن ١٥ درجة مئوية أو ارتفعت عن ٣٥ درجة مئوية، فلن تُثمر. تزدهر في رطوبة عالية، ولكن ليس بشكل مفرط، لأن ذلك قد يؤدي إلى تعفنها. هذه الظروف ليست ممكنة دائمًا في الحديقة. لهذا السبب، تُستخدم غالبًا بيوت بلاستيكية من البولي كربونات لزراعة الطماطم. ومع ذلك، حتى في هذه الظروف، قد تُشكل النباتات بعض التحديات، إذ قد تكون عرضة للفيروسات والبكتيريا والآفات والفطريات. من المعروف أن العديد من أمراض الطماطم في البيوت البلاستيكية تحدث، وقد يكون التعامل معها أمرًا محبطًا للغاية. لتجنب المشاكل، يُنصح بالتعرف على بعضها مسبقًا.

اللفحة المتأخرة

إذا ظهرت طبقة بيضاء على الجانب السفلي من الأوراق، أو غطت بقع بنية السيقان أو الأوراق أو الثمار، فقد ظهرت اللفحة المتأخرة في دفيئتك المصنوعة من البولي كربونات. غالبًا ما يصيب هذا المرض الفطري نباتات الفصيلة الباذنجانية. يمكن أن تبقى الجراثيم في التربة لفترة طويلة، ولكنها تنشط بفعل الرطوبة الزائدة وتقلبات درجات الحرارة. ينتشر المرض بسرعة. أحيانًا لا يُلاحظ إلا عند إصابة عدد كبير من النباتات.

أولاً، تبدأ الأوراق بالاصفرار والجفاف، ثم تظهر بقع بنية على السيقان، وفي الطماطم، يتطور اللون البني تحت القشرة الرقيقة، مما يؤدي حتمًا إلى تعفن الثمار وموت النبات. السبب هو فطر لا يُرى بالعين المجردة. كلما اتُخذت الإجراءات اللازمة مبكرًا، زادت فرصة إنقاذ المحصول. لكن الوقاية من اللفحة المتأخرة أسهل من مكافحتها. لذلك، يجب أن تكون الوقاية من الأمراض أولوية قصوى، خاصة في الصوبات الزراعية المصنوعة من البولي كربونات والبيوت المحمية، حيث قد تؤدي الرعاية غير السليمة إلى رطوبة زائدة.

في الخريف، أزل جميع بقايا النباتات من الدفيئة، وحرِّث التربة جيدًا، وعالجها بكبريتات النحاس. يُنصح بزراعة الخيار والطماطم بالتناوب في نفس الدفيئة لمنع بقاء الجراثيم الضارة من الموسم السابق. تجميد التربة شتاءً يُساعد على التخلص منها.

طماطم الدفيئة المصابة باللفحة المتأخرة

يجب أن تشمل رعاية النبات الإزالة الإلزامية للأوراق السفلية والزهور التي لا تحتوي على مبايض، والقرص في الوقت المناسب للبراعم الجانبية، وتجنب التكثيف المفرط للشجيرات.

تُستخدم مواد كيميائية تحتوي على أكسيد كلوريد النحاس للعلاج. تُجرى رشتان أو ثلاث رشات من بروفيت، بتخفيف 20 غرامًا من المحلول في 10 لترات من الماء. وقد أظهرت معالجة أوراق الشجر والثمار بكلوريد الكالسيوم، بتخفيف محلول 10% بثلاثة أجزاء من الماء، نتائج جيدة. تُستخدم غالبًا مبيدات الفطريات - وهي منتجات متخصصة لمكافحة الأمراض الفطرية - مثل فيتوسبورين، وإيكوسيل، وخليط بوردو، وريدوميل جولد إم سي، وتاتو، وكوادريس. مع ذلك، من المهم تذكر أنه لا يمكن تناول الطماطم إلا بعد مرور ثلاثة أسابيع على الأقل من العلاج.

يمكنك تجربة علاجات غير ضارة. تشمل هذه العلاجات رش قمم الثمار بمغلي نبات القراص أو اليود (١٠ مل لكل ١٠ لترات من الماء). يُجرى هذا العلاج بعد إزالة المناطق المصابة. وقد أظهر استخدام مصل اللبن (يجب تخفيف مصل اللبن الدهني بالماء) نتائج ممتازة. أحيانًا تُضاف بضع قطرات من اليود. يُكرر العلاج بعد أسبوعين. يمنع حمض اللاكتيك نمو الفطريات، مما قد يكون حلاً فعالاً للطماطم.

يزعم بعض مزارعي الخضراوات أن المعالجة الدورية بمصل اللبن طوال موسم النمو تحمي النباتات من الأمراض الفطرية. مع ذلك، من المهم استخدام مصل اللبن قليل الدسم، وإلا سيغطي دهن الحليب الأوراق، مما يُصعّب عليها التنفس.

اللفحة المتأخرة على أوراق الطماطم المزروعة في البيوت البلاستيكية

عفن الأوراق

عفن الأوراق مرضٌ، تُسببه أيضًا الفطريات، ويُصيب غالبًا الطماطم في البيوت البلاستيكية المصنوعة من البولي كربونات. في البداية، تظهر بقعٌ بنيةٌ مُنفصلةٌ مُغطاةٌ بطبقةٍ رمادية على الجانب السفلي من الأوراق، ثم تلتفّ الأوراق المُصابة وتجف. هذا لا يُؤدي فقط إلى موت الأوراق، بل إلى موت النبات بأكمله. لماذا يحدث هذا؟ تنتشر الجراثيم بسهولة أثناء الري، أو تنتقل ببساطة عبر ملابس الناس. تبقى هذه الجراثيم في التربة وتنشط في الرطوبة الزائدة ودرجات الحرارة الباردة.

للعلاج، يجب تقليل الري، وزيادة درجة الحرارة، ورش الطماطم بمحلول "أوكسيهوم" (يكفي 2 قرص لكل 10 لترات من الماء) أو مستحضرات خاصة "زاسلون"، "بارير".

الوقاية من الأمراض في دفيئات البولي كربونات أمر بالغ الأهمية. للقيام بذلك، يُطهَّر بكبريتات النحاس قبل بدء الزراعة، ويُعالَج الشتلات بأوكسي كلوريد النحاس، ويُختار هجين مُهجَّن خصيصًا مقاومًا للفطريات.

عفن الأوراق على أوراق الطماطم في الدفيئة

تعفن

تُسبب الفطريات العديد من أمراض الطماطم في البيوت المحمية. يؤثر العفن على أجزاء مختلفة من النبات، لكن النتيجة واحدة: نقص المحصول. لماذا يحدث هذا، وكيف يمكن الوقاية منه؟ في أغلب الأحيان، يحدث المرض بسبب انخفاض درجة الحرارة والرطوبة الزائدة. تحتاج النباتات إلى عناية أكثر دقة.

العفن الرمادي

تظهر بقع صغيرة على الطماطم، ثم تكبر وتتحول إلى اللون البني وتفرز سائلاً. يظهر عفن رمادي على الأوراق والسيقان والأزهار. عند ظهور هذه العلامات، أزل الأجزاء المصابة من النبات وتخلص منها، وارفع درجة حرارة الدفيئة المصنوعة من البولي كربونات، وعالج النباتات بفوندازول أو زاسلون أو بارير.

علامات تعفن نهاية الزهرة في الطماطم

تعفن نهاية الزهرة

غالبًا ما يؤدي النيتروجين الزائد ونقص الرطوبة إلى ظهور بقع على الثمار الخضراء. قد تكون هذه البقع مشبعة بالماء، أو متعفنة، أو جافة وسوداء، لكن المحصول سيموت. هذا يدل على سوء الرعاية؛ إذ يلزم الري المنتظم وإضافة الكالسيوم برش الطماطم بنترات الكالسيوم.

العفن البني

يصيب العفن البني (الفوما) الثمار فقط، ولا تتأثر أجزاء النبات الأخرى. يبدأ المرض ببقع بنية اللون عند قاعدة الثمرة. يجب التخلص من هذه البقع، ثم تقليل الرطوبة وتعقيم التربة. لتجنب هذه المشكلة، تجنب تسميد الطماطم بالسماد الطازج وتجنب الإفراط في التسميد بالنيتروجين.

تعفن الجذور

يُسبب هذا المرض تجعدًا وذبولًا للأوراق والسيقان، لأن العفن يُصيب طوق الجذر. يُمكن استخدام مُبيدَي "زاسلون" و"بارير" معًا. بالإضافة إلى ذلك، من الضروري استبدال التربة السطحية وتطهيرها بكبريتات النحاس. يُصيب تعفن الجذور الطماطم والخيار، لذا فإن تناوب زراعتهما لن يمنع حدوثه.

مرض البقع الجافة أو داء المكروسبوريوز على أوراق الطماطم

بقعة جافة

البقع الجافة، أو داء المكروبوريوز، مرض فطري أيضًا. يتميز بظهور بقع بنية كبيرة على الأوراق، تذبل تدريجيًا، تليها بقع داكنة عند قاعدة الثمرة، وطبقة سوداء مخملية. لماذا يحدث هذا؟ هناك إجابة واحدة فقط: عدم كفاية تعقيم دفيئة البولي كربونات. مع العناية الدقيقة، يمكن اكتشاف بداية المرض مبكرًا وبدء العلاج. تُعالج البقع الجافة واللفحة المتأخرة بنفس الطرق تقريبًا.

من المهم جدًا إتلاف أجزاء النبات المصابة وعدم تركها ملقاة، لأنها تصبح حاملة للجراثيم.

فسيفساء فيروسية من الطماطم المزروعة في البيوت البلاستيكية

فسيفساء

عند زراعة الطماطم، قد تُصيبها الفيروسات، مما يؤدي غالبًا إلى موتها. يُعدّ الفسيفساء مرضًا فيروسيًا شائعًا جدًا. يُشير إليه بتغيرات في لون الأوراق أو شكلها، وظهور بقع صفراء. تتجعد الأوراق وتتجعد، ويتراجع المحصول، ويتحول لون النبات بأكمله إلى الأصفر ويجف.

يجب التخلص من النباتات المصابة. يساعد محلول برمنجنات البوتاسيوم والحليب في مكافحة هذا الفيروس. يُنصح بسقي الشتلات بهذه المحاليل.

كإجراء وقائي، يُنصح بمعالجة بذور الطماطم بمحلول برمنجنات البوتاسيوم بتركيز 1% قبل الزراعة. كما يُنصح باختيار أصناف مقاومة لهذا المرض. يجب ألا يتجاوز عمر البذور سنتين أو ثلاث سنوات.

بما أن الفيروسات تعيش في عصارة النبات، يجب اتخاذ احتياطات عند العناية بها. على سبيل المثال، يُفضل ارتداء القفازات عند إزالة البراعم الجانبية وتجنب ملامسة العصارة للملابس لتجنب إصابة النباتات الأخرى.

تشقق الطماطم بسبب الرطوبة الزائدة

تكسير الفاكهة

ليس من النادر أن تتشقق الطماطم الجميلة والصحية فجأةً - شقوق سوداء مقززة تمتد من قاعدة الثمرة. هذا ليس مرضًا، بل نتيجة سوء رعاية. إنه رد فعل الثمرة على الري غير المنتظم. لماذا يحدث هذا؟ ببساطة، بعد فترة من قلة الري، تتلقى النبتة رطوبة زائدة. تمتص الثمرة السائل اللازم، لكن الأنسجة لا تستطيع امتصاصه بالسرعة الكافية فتنفجر.

لضمان نضج الطماطم بشكل جميل ومتساوي، اسقِها بانتظام، وتجنب فترات الجفاف والإفراط في الري. هذا هو سرّ العناية الجيدة.

فيديو: "كيفية زراعة طماطم صحية في دفيئة"

شاهد الفيديو لمعرفة كيفية منع أكثر الإصابات شيوعًا في البيوت الزجاجية ومعالجة النباتات إذا حدث ضرر بالفعل.

 

كُمَّثرَى

العنب

توت العُليق