نبات الجرجير: مميزات العناية

الجرجير عشبة شائعة جدًا في أوروبا وأمريكا. لطالما استُخدم هذا النبات الأخضر كتوابل أو مقبلات لأطباق اللحوم والخضراوات والفاصوليا. ولكن في الآونة الأخيرة، ازدادت شهرته بفضل خصائصه العلاجية الفريدة، وأصبح يُزرع ويُشترى ليس فقط من قِبل خبراء الطهي، بل أيضًا من قِبل الراغبين في تحسين صحتهم. وهذا أمرٌ ممكن تمامًا، إذ يُمكن زراعة الجرجير في أي مكان: في أحواض الحدائق، وفي البيوت الزجاجية، وحتى على حافة نافذة المنزل.

وصف

الجرجير نبات عشبي، عادةً ما يكون حوليًا (نادرًا ما يكون ثنائي الحول)، ينتمي إلى الفصيلة الصليبية. ينمو بريًا في قارات عديدة (آسيا، وأوروبا الوسطى، وأفريقيا، والهند). تُستخدم أصنافه المزروعة على نطاق واسع في الطبخ كنكهة توابل، وكذلك في الطب الشعبي. لا تكمن قيمة الجرجير الطهوية في أوراقه، التي تُؤكل طازجة في الغالب، بل تكمن أيضًا في أزهاره وبذوره، التي تُستخدم في صناعة التوابل والزيوت.أوراق الجرجير الخضراء

الجرجير نبات صغير (يتراوح طوله بين 20 و60 سم) على شكل وردة، ساقه مستقيمة ومتدلية قليلاً، وفي نهايتها تتشكل نورة. أوراقه خضراء داكنة، مفصصة عند الحواف، غنية بالعصارة، أو رقيقة، أو ممتلئة، حسب النوع، بنكهة جوزية مميزة. تزهر الشجيرات من مايو إلى أوائل يونيو بأزهار صغيرة في عناقيد صغيرة. تنضج بذور الجرجير في قرن يتشكل في مكان النورات.

فيديو "الخصائص المفيدة"

من خلال الفيديو سوف تتعلم عن الخصائص المفيدة لعشبة الخردل.

زراعة الشتلات

يمكن زراعة الجرجير من الشتلات والبذور. في المناخات المعتدلة، يُزرع المحصول مباشرة في الأرض في منتصف أبريل. أما في المناطق الشمالية ذات الشتاء البارد والربيع الطويل، فيُفضل زراعة الخضراوات من الشتلات.

من المفترض أن يتم زرع بذور الشتلات في أوائل شهر مارس، ولكن قد يكون لكل منطقة وقت زراعتها الخاص. أولاً، تُزرع البذور في ركيزة رطبة حيث ستنبت الشتلات، ثم تُزرع في أصص منفصلة. يمكن أن تكون الركيزة هي نفس التربة التي ستنمو فيها الشتلات، ولكن قبل بذر البذور، يجب تطهيرها جيدًا: بتسخينها على النار، أو غمرها بالماء المغلي، أو معالجتها بمحلول برمنجنات البوتاسيوم.بذور الجرجير للزراعة

قبل الزراعة، يُنصح بنقع البذور لعدة ساعات في محلول خفيف من برمنجنات البوتاسيوم. بعد ذلك، يُملأ صندوق أو وعاء للشتلات بعمق 10 سم بطبقة ركيزة رطبة. تُنشر البذور على السطح بمسافة 2-3 سم، وتُغطى بطبقة من الرمل بسمك 1 سم، ثم تُرطب مرة أخرى، ثم تُوضع في مكان مضاء (دون الحاجة إلى تغطية).

في غضون 3-5 أيام، ستبدأ الشتلات بالظهور بأعداد كبيرة. تقتصر العناية الأولية بالشتلات على الري وتخفيف التربة برفق. بمجرد ظهور ورقتين حقيقيتين، تُنقل النباتات إلى أصص منفصلة مملوءة بطبقة من الخث، اثنتين في كل مرة، أو تُزرع في صناديق واسعة، بمسافة 10 سم بين كل منها. بمجرد أن تستقر الشتلات قليلاً، تُزرع في الأرض مع التربة، مع الحرص على عدم إتلاف الجذور.

النمو في المنزل

ينمو الجرجير في جميع الظروف، لذا يُمكن زراعته بسهولة على حافة النافذة. للزراعة، اشترِ مزيجًا جاهزًا من التربة متعددة الاستخدامات بدرجة حموضة متعادلة أو قلوية قليلاً. خلال الأشهر الأكثر دفئًا، يُمكنك تحضير تربتك بنفسك باستخدام جزأين من العشب، وجزأين من السماد، وجزء واحد من الرمل الخشن. قبل الزراعة، اخلط جميع المكونات جيدًا واسكب عليها الماء المغلي.

يمكنك زراعة البذور في أي وعاء (أوعية، صناديق، علب عصير أو حليب)، ولكن من الأنسب زراعتها في أصص الزهور. تبدو نباتات الجرجير في الأصص مزخرفة للغاية، حيث تُشكل وردة زاهية من أوراق ريشية جميلة، مما يتيح لك الاستمتاع بهذه الخضراوات الغنية بالفيتامينات، بالإضافة إلى تزيين مساحتك.شتلات الجرجير على حافة النافذة

بما أن الجرجير الداخلي لا يحتاج إلى نقل، يُفضل زرع البذور مباشرةً، مما يُغني عن التخفيف على فترات تتراوح بين 10 و15 سم، أو بذرتين إلى ثلاث بذور في كل أصيص. ضع مادة تصريف في قاع وعاء الزراعة، ثم املأه بالتربة. ضع البذور على السطح، كما لو كانت شتلات، ثم غطّها بطبقة من التربة.

للزراعة المنزلية، يُنصح باختيار أصناف مبكرة؛ إذ تُنتج محصولًا خلال 20 يومًا من الإنبات. لنموّ مُريح، لا يحتاج الجرجير إلا إلى الريّ ودرجة حرارة تتراوح بين 18 و20 درجة مئوية. في حال إضافة مادة عضوية إلى التربة عند الزراعة، لا حاجة لمزيد من التسميد. يُنصح بشدة بعدم استخدام المخاليط المعدنية، لأن الأوراق الرقيقة تُراكم المواد السامة بسرعة.

النمو في الأرض المفتوحة

في فراش الحديقة، تنمو وريدات الجرجير بشكل خصب بشكل خاص، وتكون أوراقها غنية بالعصارة، ولكن لتحقيق ذلك، من الضروري اتباع جميع قواعد الزراعة في التربة غير المحمية:

  • قبل زراعة البذور، يوصى بإثراء التربة بالمواد العضوية - وهذا سيسمح لك بالاستغناء عن التسميد الإضافي أثناء موسم النمو؛
  • يجب أن تكون المسافة بين الصفوف 30 سم على الأقل؛
  • يتم زرع البذور على عمق لا يزيد عن 1.5 سم، ومن الأفضل توزيع المادة على السطح، ثم رشها بالتربة - لا ينصح بالزرع في صفوف، لأن البراعم حساسة للغاية وستستغرق وقتًا طويلاً لتنبت؛زراعة البذور في التربة
  • بعد عملية التخفيف الأخيرة، يجب أن تكون المسافة بين النباتات 15-20 سم - التنسيب الفضفاض ضروري من أجل تحقيق الطعم والرائحة الجوزية المميزة للأوراق؛
  • عندما تزرع في مكان مشمس، تنمو الأوراق أكثر عصارة ولذيذة؛
  • يساعد الري المنتظم على إطالة موسم الحصاد - بسبب الحرارة وجفاف التربة، تزدهر النباتات، وبعد ذلك تصبح الأوراق مرة للغاية ولا طعم لها؛
  • لضمان إنتاجية جيدة، يُنصح باتباع دورة زراعية وتغيير موقع الزراعة سنويًا. تُعتبر محاصيل البطاطس والطماطم والبقوليات واليقطين أسلافًا مثالية للجرجير.

آفات وأمراض الجرجير

بفضل الزيوت العطرية الموجودة في أوراقه وسيقانه، يُعدّ الجرجير نباتًا خاليًا من الآفات تقريبًا. في حالات نادرة، قد تُهاجم خنافس البراغيث أو عثة الملفوف الخضراوات الصغيرة. تخترق هذه الحشرات الأوراق، مُسببةً أضرارًا للمحصول. لمنع الإصابة بالآفات، يُنصح بتغطية حوض الحديقة بغطاء أغروسبان أو أي مادة غير منسوجة أخرى فورًا بعد زراعة الخضراوات. في حال مهاجمة الحشرات للشتلات الناضجة، يُنصح بمعالجة النباتات بالرماد أو التبغ أو الفلفل الأحمر المطحون. هذه العلاجات فعّالة أيضًا ضد البزاقات، التي تظهر أحيانًا في حوض الحديقة بعد هطول الأمطار.الرماد هو علاج للرخويات

الأمراض أكثر تعقيدًا. فبمجرد ارتفاع الرطوبة قليلًا، يصبح الجرجير عرضة للأمراض الفطرية. تتحول الأوراق إلى اللون الأصفر، مما يدل على إصابتها بالفطريات الفيوزاريومية، وتظهر عليها بقع بنية (من أعراض البياض الزغبي)، أو تصبح عروق الأوراق داكنة، بل سوداء. ولأن أوراق الجرجير حساسة للغاية، فإن علاجها غير مجدٍ؛ فلن تعود إلى اللون الأخضر. إذا حدثت هذه المشكلة بالفعل، فيجب نقل الحوض.

الأنواع والأصناف

يُقسّم الجرجير المزروع إلى نوعين: سنوي وثنائي الحول. تتميز النباتات ثنائية الحول بسيقان وجذامير أكثر متانة، مما يُمكّنها من البقاء على قيد الحياة بسهولة خلال فصل الشتاء وإنتاج سيقان وأوراق جديدة في الربيع. أما النباتات الحولية، فلها موسم نمو واحد فقط. تُقسّم الأصناف الحولية إلى أصناف فرعية حسب النضج: مبكر (20-25 يومًا) ومنتصف الموسم (30-35 يومًا).

أشهر أنواع الجرجير هي:

  • ديكوفينا هو الصنف الأكثر استخدامًا في منتصف الموسم في الطهي، الوردة منخفضة (18-20 سم)، مدمجة، الأوراق كبيرة، على شكل قيثارة، ذات طعم ناعم وحار قليلاً؛
  • فيكتوريا هو صنف مبكر، يمكن جمع حصاده بعد 20 يومًا من ظهوره، الوردة منخفضة (15-18 سم)، كثيفة، تتشكل حول الساق، الأوراق لامعة، كثيرة العصير، تحتوي على العديد من الفيتامينات؛صنف الجرجير "ديكوفينا"
  • أوليفيتا هو صنف مبكر، ينضج بعد 3 أسابيع من ظهور البراعم، الوردة منتصبة، منخفضة (15-20 سم)، الأوراق مشرحة، رقيقة، لها طعم مرير جوزي محدد، ولهذا السبب تحظى بتقدير كبير في الطهي؛
  • سهام الكوبودون هو صنف منتصف الموسم (35 يومًا) ذو وردة جميلة ومورقة يصل ارتفاعها إلى 30 سم وأوراق ضيقة ومشرحة بعمق وطعم مرير محدد؛
  • سبارتاك هو جرجير مبكر (21 يومًا) يشكل وردة مدمجة جميلة من الأوراق الدقيقة المستديرة الغنية بالفيتامينات والزيوت الأساسية، وهو مناسب للزراعة في المنزل؛
  • الجرجير هو صنف مبكر آخر (25 يومًا) ذو نكهة جوزية محددة، الوردة مدمجة (يصل ارتفاعها إلى 20 سم)، تتشكل حول الساق، الأوراق خضراء داكنة، طويلة، مشرحة ريشية؛
  • الصبر هو صنف منتصف الموسم وأحدث صنف (40-45 يومًا)، أوراقه خضراء داكنة، طويلة، مشرحة بعمق، ولها نكهة جوزية خردلية مميزة.صنف الجرجير "سوليتير"

لا تقل شعبية عن الأصناف Poker و Sicily و Euphoria و Rococo، والتي يمكنها أيضًا أن تأخذ مكانًا جديرًا على موقعك.

الضرر والنفع

يحتوي الجرجير، المعروف باسم عشبة الخردل، على العديد من المواد الفعالة بيولوجيًا والفيتامينات والمعادن، التي تُكسبه خصائصه العلاجية. وقد استُخدمت هذه العشبة منذ زمن طويل في الطب الشعبي لعلاج الصداع النصفي والدمامل، وتخفيف آلام الكدمات والجروح والالتواءات. واليوم، يُستخدم الجرجير الطازج بنجاح لعلاج مشاكل البشرة، والتهاب الجلد، وتفتيح بقع التقدم في السن والنمش.

يتميز الجرجير بتركيبة غذائية غنية ومتنوعة. فهو يحتوي على نسبة عالية من الفوسفور والمغنيسيوم، بالإضافة إلى الصوديوم والكالسيوم والزنك والمنغنيز والسيلينيوم والنحاس والحديد. كما يحتوي على فيتامينات أ، ج، هـ، وبيتا كاروتين، وجميع فيتامينات ب تقريبًا، وكمية كبيرة من فيتامين ك.

بالإضافة إلى ذلك، فهو يحتوي على الأحماض والزيوت الدهنية والإسترات التي لها تأثيرات مضادة للبكتيريا ومضادة للاسقربوط ومضادة للالتهابات.أوراق الجرجير في صندوق

تُحسّن الأعشاب الطازجة في النظام الغذائي اليومي عملية الهضم، وتُفيد البشرة، وتُزيل السوائل الزائدة، وتُعزز الهيموغلوبين والمناعة، وتُنشط عمليات الأيض. يُنصح المرضعات باستخدام الأعشاب لاستعادة إدرار الحليب، كما يستفيد منها كبار السن كمقوٍّ عام.

يمكنك تناول الجرجير كما يحلو لك، فهو يحتوي على ٢٤ سعرة حرارية فقط. ومع ذلك، وكأي طعام آخر، له بعض موانع الاستعمال، بما في ذلك التهاب المعدة، والتهاب القولون، وحصوات الكلى، وبعض أمراض الكبد، وبالطبع، عدم تحمل بعض الأفراد له.

فيديو "النمو"

من خلال الفيديو سوف تتعلم كيفية زراعة الجرجير.

كُمَّثرَى

العنب

توت العُليق